تكاملت جهود كافة قطاعات منظومة النقل لخدمة ضيوف الرحمن استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة ومتابعة واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لتقديم خدماتها لكافة القطاعات ولضيوف الرحمن محققة بذلك إنجازات من خلال تطبيق الخطط والتنسيق مع باقي القطاعات الامنية والحكومية والخدمية لتقوم بدورها ومسؤولياتها تجاه حجاج بيت الله الحرام.
وبهذه المناسبة ومع عودة الموظفين لمباشرة عملهم بعد إجازة عيد الأضحى المبارك أعرب وزير النقل الأستاذ سليمان بن عبد الله الحمدان، عن شكره وتقديره لكل من شارك في خدمة ضيوف الرحمن من منسوبي وزارة النقل، وهيئة النقل العام، والهيئة العامة للموانئ، والهيئة العامة للطيران المدني، مثمّنا لهم عملهم التكاملي وجهودهم التي بذلوها لإنجاز الخطة الشاملة التي تمّ العمل عليها مبكراً مع كافة قطاعات منظومة النقل في الحج، ومؤكدا بأنهم كانوا بحجم الثقة والعطاء للوطن.
ورصد تقرير شامل الجهود والإنجازات التي عملت عليها كافة قطاعات منظومة النقل، والتي امتازت هذا العام بالتنسيق المشترك والجهود التكاملية، تحت اشراف ومتابعة وزارة النقل، حيث شارك أكثر من 1776 موظفا من منسوبي قطاعات منظومة النقل لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، وعبر الطرق التي تؤدي إليها، والمطارات والموانئ التي استقبلت الحجاج.
المشاريع والخدمات المقدمة من وزارة النقل لخدمة ضيوف الرحمن
وذكر التقرير ان وزارة النقل قامت بالعديد من الاعمال والجهود عبر تجنيدها لكافة امكانياتها المادية والبشرية، من خلال الإشراف والتنفيذ والمتابعة لخطة نقل أكثر من مليوني و300 ألف حاج طوال فترة أداء المناسك، وتنفيذ جسر في وادي عرنة بوقت قياسي في منطقة المشاعر بطول 208م، وبثلاثة مسارات، وطريق للمشاة بطول 425م لفصل حركة المشاة وحركة المركبات أثناء النفرة.
كما أنهت الوزارة صيانة الطرق وأعمال الكشط لمنطقة المشاعر بإجمالي أطوال بلغت 31 ألف و950 متر، مع استكمال اعمال القطع الصخري للجبال بين مشعري عرفة ومزدلفة لحماية طريق الحجاج من اَي تساقط صخري، وتنفيذ نقاط الفرز على مداخل مكة المكرمة، وتحقيق إنجاز جديد في توسعة أكبر نقطة فرز في ميقات قرن المنازل (مركز البهيتة) الذي يخدم أكثر من 54 في المئة من حجاج البر، والنجاح في تقليص مدة انتظار المركبات في أوقات الذروة إلى أقل من 15 دقيقة.
ولمساعدة القطاع الأمني والقطاعات الخدمية على القيام بدورهم المنوط بهم في خدمة ضيوف الرحمن بالشكل المطلوب وحسب توجيه القيادة، أنجزت وزارة النقل جميع اعمال الصيانة والبنى التحتية في وقت قياسي ومبكر لإتاحة في مناطق المشاعر كافة، ودعمت مراكز الضبط الأمني على الطرق الرئيسة، مع ضبط أكثر من ألفان و895 مركبة وحافلة مخالفة، والتأكد من سلامة حركة الحجاج.
وقد تنوّعت المخالفات التي تمّ ضبطها حرصا على سلامة تنقل الحجيج، وكان من أكثرها ضبطا، استعمال مركبة تزيد عن العمر الافتراضي، وتشغيل مركبة في النشاط ببطاقة تشغيل منتهية، بالإضافة لعدم وجود وثيقة شحن.
الأدوار التي قامت بها هيئة النقل العام في موسم الحج
قدمت هيئة النقل العام خدمات كبرى لأكثر من مليونين و300 ألف حاج خلال أدائهم نسكهم، حيث قامت الهيئة بمراقبة أسعار وسائل النقل العام ومنع الاستغلال خدمةً لضيوف الرحمن، وإتاحة خدمة النقل الترددي لحجاج الداخل إلى المسجد الحرام، وضبط كفاءة وسلامة وسائل النقل العام المتجهة إلى المشاعر المقدسة، وتوفير خدمة نقل الركاب من مواقع حجز المركبات إلى المسجد الحرام، وخدمة النقل العام الترددي من عرفة إلى مزدلفة، والنقل العام داخل المشاعر، إضافة إلى خدمة النقل بالأجرة (مركبات الأجرة) من مواقع حجز السيارات، واستفاد من خدمات النقل العام هذه أكثر من مليون ومائتي ألف حاج. كما شاركت الهيئة في الإشراف على حركة سير قطار المشاعر والذي استقله أكثر من ٢ مليون حاج لإتمام مناسكهم في المشاعر المقدسة بكفاءة تضاهي نظيراتها عالميا، وتعد نموذجا في إدارة الحشود المليونية.
الهيئة العامة للموانئ تطوّر خدماتها لخدمة الحجاج
عملت الهيئة العامة للموانئ على تهيئة الموانئ المعنية باستقبال الحجاج، وتجهيزها بوسائل النقل من وإلى الأرصفة وصالة الركاب، وتجهيز محطة الاستقبال ومغادرة الركاب من خلال صالات مخصصة للانتظار والقدوم والمغادرة بالإضافة لصالة لإنهاء الإجراءات الجمركية، وتحديث أنظمة التكييف فيها، وتنفيذ جميع أعمال الصيانة على المرافق الخاصة، وتحديث وصيانة أنظمة الأمن وكاميرات المراقبة، وتجهيز معدات المناولة لمواجهة الزيادة التي تواكب موسم الحج في مناولة المواد الاستهلاكية والغذائية والمواشي والبضائع العامة، وذلك عبر فرق مؤهلة وفق أعلى المعايير العالمية في هذا القطاع، ووفق خطة دقيقة وحاسمة معدة مسبقا.
اسهامات الهيئة العامة للطيران المدني في نقل الحجاج
أدّت الهيئة العامة للطيران المدني دوراً كبيراً ضمن منظومة وزارة النقل في إنجاح موسم حج هذا العام حيث ساهمت في إدارة الحركة في المطارات، إضافة إلى التنسيق مع العمليات الجوية لجدولة الرحلات ومتابعتها مع الشركات المشغلّة، وتقديم الخدمات للحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي.
ويشير التقرير إلى أنّ الهيئة العامة للطيران المدني قد ساهمت وعبر مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة في تنظيم4,863 رحلة للحجاج، واستقبل منسوبيها الحجاج القادمين جواً والبالغ عددهم 966 ألف و546 حاجاً، على 95 شركة طيران، قادمة بالترتيب وفق أكبر عدد من الحجاج (اندونيسيا، باكستان، الهند، تركيا، ومصر).
كما أشرفت الهيئة وتابعت عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة على استقبال ثلاثة آلاف و156 رحلة حملة على متنها 675 ألف و701 حاجاً، قامت بنقلها 51 شركة طيران.
وسجلت الهيئة أكثر عدد رحلات ومسافرين حجاج بالترتيب من (اندونيسيا، باكستان، الهند، تركيا، ومصر)، وكانت الأكثر حضوراً وكثافة بحسب سجلات الهيئة خطوط (السعودية، ناس، التركية، الجارودا، ومصر للطيران).
وتعمل الهيئة العامة للطيران المدني حاليا على الإشراف على رحلات المغادرة للحجاج إلى لحظة توديع آخر رحلة عودة لهم، والتنسيق والمتابعة لرحلاتهم وسيرها وفق جدولتها الزمنية في مطاري الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة.
ويشير التقرير إلى أنّ رحلات المغادرة للحجاج التي ابتدأت منذ 13 من ذي الحجة ستكون مستمرة حتى منتصف شهر محرم وبزيادة نحو 45% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي وأن أكثر الوجهات ستكون إلى إندونيسيا وباكستان والهند وتركيا ومصر.
منظومة النقل - أرقام في الحج:
• بلغ عدد المشاركين الميدانيين من منسوبي منظومة النقل في موسم حج هذا العام 1776 موظفا موزعين ما بين منسوبي الوزارة (122) وهيئة النقل العام (82)، والهيئة العامة للموانئ (300)، والهيئة العامة للطيران المدني (62)، ومقاولي الصيانة في منطقتي مكة المكرمة، والمدينة المنورة (1210).
• بلغ عدد الركاب المستفيدين من خدمات النقل العام داخل مكة المكرمة والمشاعر، 1,2 مليون حاج، وقام قطار المشاعر بنقل أكثر من 2,04 مليون حاج، من خلال 1779 رحلة.
• تنوعت الآليات الحديثة التي وفرتها وزارة النقل البالغ عددها (991) آلية، منها (479) من مكة المكرمة، و (452) المدينة المنورة)، و (60) آلية تشكلت من مركبات للفرق الميدانية والتفتيش.
• ارتفعت نسبة المخالفات التي تمّ ضبطها من قبل منسوبي وزارة النقل حرصا على سلامة تنقّل الحجيج، حيث تمّ خلال موسم حجم هذا العام ضبط (8814) مخالفة، وسجّلت مداخل مكة الكرمة أعلى نسبة منها حيث بلغت (3028) وفي أنظمة النقل بمطار الملك عبد العزيز (586)، وفي مدينة جدة (418)، وبلغ عدد المخالفات في محيط المنطقة المركزية لمكة المكرمة (3107) مخالفة، وفي منطقة المدينة المنورة (1675) مخالفة
• سجلت البيانات الإحصائية للموانئ نشاطاً مكثفاً في استقبال ضيوف الرحمن، حيث استقبل ميناء جدة الإسلامي 14 ألف و872 حاجاً، عبر 18 رحلة على متن 3 سفن، وقد ابتدأت رحلات المغادرة من تاريخ 15/12/1438 هـ.
• بلغ أعداد المواشي التي تمّ استقبالها عبر الموانئ مليوني رأس من المواشي الحية
• استقبل ميناء ضبا 32 ألف عامل للمساهمة في أعمال الحج، وقامت الهيئة العامة للموانئ بنقلهم إلى المشاعر المقدسة عبر حافلات مخصصة للمساهمة في أعمال الهدي والأضاحي.
• استقبلت الموانئ مليون طن من الطلبيات المتناولة من البضائع العامة والحبوب السائبة، إضافة إلى 378 ألف و344 حاوية تمت مناولتها في محطة الحاويات.
ارتفاع مؤشر الإيجابية
شهد مؤشر الإيجابية وفقاً للبيانات المسجّلة ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ارتفعت نسبة ضبط الأسعار ومخالفة اشتراطات السلامة لخدمة لضيوف الرحمن عبر وسائل النقل العام وبخاصة على مداخل مكة المكرمة وداخل المشاعر، الأمر الذي ساهم في رفع مستوى كفاءة النقل المطابق لأعلى شروط السلامة، ومعها رصدت وزارة النقل وهيئة النقل العام قرابة (6135) مخالفة في مداخل مكة والمشاعر المقدسة لمركبات لم تلتزم باشتراطات وضوابط النقل القياسية والكفيلة بتحقيق أعلى معدلات السلامة.
كما ارتفعت نسبة استخدام النقل العام من عرفات إلى مزدلفة بنسبة 93% مقارنة بالموسم الماضي، وارتفعت نسبة استخدام النقل العام الترددي لحجاج الداخل من موقفي كدي والمسخوطة بمكة المكرمة بمقدار 49% عن الموسم الماضي.
وعبر سبعة آلاف و650 كلم تنقل ضيوف الرحمن مستخدمين الطرق في تنقلاتهم، بعد قيام وزارة النقل بصيانتها وتجديدها وتدشين عدد جديد منها، على النحو الآتي:
أربعة آلاف كلم في منطقة مكة المكرمة، وثلاثة آلاف و400 كلم في منطقة المدينة المنورة، وفي داخل المشاعر 250 كلم ما بين مشعري عرفة ومزدلفة.
كما أوضح المؤشر ارتفاع الطاقة الاستيعابية في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة بنسبة ارتفاع بلغت 40% مقارنة بالعام الماضي.
لتظل بعد هذا الجهد منظومة النقل وعبر كافة قطاعاتها، رافدا رئيسيا وعاملاً مهماً تتضامن جهودها مع بقية القطاعات والوزارات العاملة في موسم الحج، منفذة بذلك توجيهات القيادة، وملتزمة بما شرّف الله بها هذه البلاد المباركة من خدمة ورعاية ضيوف الرحمن من كل بقاع العالم.