في الذكرى رقم 93 على توحيد المملكة العربية السعودية، شهد قطاع النقل والخدمات اللوجستية تحقيق العديد من المنجزات الوطنية التي أسهمت في تطوير سير الأعمال وجودة الأداء في كافة قطاعات المنظومة، وعززت من مكانة المملكة على الخارطة العالمية كمركزٍ لوجستيٍ عالمي.
فخلال هذا العام قفزت المملكة 17 مرتبة عالميًا في المؤشر اللوجستي الصادر عن البنك الدولي، حيث تقدمت إلى المرتبة الـ 38 من بين 160 دولة في الترتيب الدولي في مؤشر الكفاءة اللوجستية، كما احتلت المملكة المركز 16 عالميًا في تصنيف مناولة الحاويات الدولي، والمرتبة 16 عالميًا في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية من بين 187 دولة، بالإضافة إلى تقدمها 14 مرتبة في مؤشر الربط الجوي وفقًا لآخر تقرير صادر عن اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) ووصولها بذلك إلى المركز 13 عالميًا، فيما حققت الناقلات الجوية السعودية مراكز متقدمة ضمن قائمة أفضل 100 شركة طيران لعام 2023.
علاوةً على ذلك شهدت المملكة في عامها الثالث والتسعين إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للنقل والخدمات اللوجستية -حفظه الله-، المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي، لتكون الرياض بوابةً للعالم، ووجهة عالمية للنقل والتجارة والسياحة، وجسرًا يربط الشرق والغرب بما يرسخ مكانة المملكة كمركزٍ لوجستيٍّ عالمي، كما أطلق -أيّده الله- المخطط العام للمراكز اللوجستية، الذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية للقطاع اللوجستي في المملكة وتنويع الاقتصاد المحلي، ويضم 59 مركزًا بإجمالي مساحة تتجاوز 100 مليون متر مربع، بالإضافة إلى إعلانه -يحفظه الله- تأسيس صندوق الاستثمارات العامة لشركة "طيران الرياض" الناقل الجوي الوطني الجديد، الذي يربط بين ثلاث من أهم قارات العالم؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا، برحلات تصل لأكثر من 100 وجهةٍ حول العالم بحلول 2030.
كما تم الإعلان عن توقيع عقود أكبر مشروع لنقل الحافلات بين المدن وشبكة نقل تمتد من 200 مدينة ومحافظة لتخدم أكثر من 6 ملايين راكب سنويٍا عبر 76 مسارًا مجهزًا بأحدث التقنيات المصاحبة للبيئة، وإضافة أكثر من 20 خدمة ملاحية جديدة لربط الموانئ السعودية بالموانئ العالمية بما يعزز من حركة التجارة والتصدير وتكريس ربط المملكة بالأسواق الدولية، وتدشين حزمة كبيرة من مشاريع الطرق في عدد من مناطق المملكة.
ولم تكتفي منظومة النقل والخدمات اللوجستية بهذه المنجزات الوطنية، حيث تم تدشين الحافلة الكهربائية الصديقة للبيئة، والحافلة ذاتية القيادة؛ بهدف تمكين التقنيات الحديثة في النقل الحديث، كما عملت المنظومة على عدد من المبادرات في مختلف أنماط النقل، ومنها مبادرة أنظمة أبراج المراقبة الجوية الافتراضية لتفعيل أحدث التقنيات في قطاع النقل الجوي، ومبادرة الموانئ الذكية لتعزيز كفاءة وفاعلية شبكة الموانئ في المملكة، بالإضافة إلى تعزيز مستويات الأمن والسلامة والموثوقية في قطاع الخطوط الحديدية من خلال استخدام نظام إدارة الحركة الأوروبي ETSC – L2.
جميع هذه الجهود الوطنية أتت بتوفيق الله ودعم القيادة الرشيدة، وكان خلف هذه النجاحات كوادر بشرية مبدعة وماهرة من أبناء وبنات الوطن، سخّروا جُلّ وقتهم وصميم اهتمامهم في السعي نحو التميّز والنجاح، ورفع راية التوحيد عاليةً خفّاقة.
وستواصل منظومة النقل والخدمات اللوجستية -بإذن الله- مسيرتها نحو استكمال تنفيذ المشاريع والبرامج والمبادرات؛ لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية وفق رؤية السعودية 2030، نحو أن تكون المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا.